Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
2 août 2012 4 02 /08 /août /2012 18:26
البيان الاماراتية : الغنوشي رئيس تونس القادم

rached

 

لم يعد خافيا على المهتمين بالشأن التونسي أن حركة النهضة الإسلامية الحاكمة تعدّ العدة لفترة طويلة من حكم البلاد، مدعومة في ذلك بتحالفها الاستراتيجي مع الولايات المتحدة ومع أطراف أخرى فاعلة في صناعة سيناريو الربيع العربي وما وراءه من خطط لإعادة تشكيل الخريطة السياسية والجغرافية للمنطقة ،وفي هذا الاتجاه علمت «البيان» أن الإسلاميين في تونس قرروا ترشيح راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة وزعيمها التاريخي لرئاسة البلاد في مرحلة ما بعد الانتخابات المنتظر تنظيمها في مارس 2013.

وقالت مصادر مطلعة لـ:«البيان» إن « الغنوشي ترشح لرئاسة الحركة أثناء مؤتمرها التاسع الذي انعقد مؤخرا بعد أن سبق له الإعلان عن تخليه عن هذا المنصب والاهتمام بدور فكري وإرشادي على مستوى أوسع ، ويأتي تراجعه عن قراره السابق في ظل تطورات جديدة وإعادة كتابة سيناريو التحول السياسي في المنطقة من قبل الحلفاء الرئيسيين المشاركين في صياغة التحولات الجذرية التي تشهدها المنطقة العربية».

ويرى المراقبون أن الغنوشي تلقى الضوء الأخضر للاستعداد لتولي منصب رئيس الجمهورية في تونس ليكون أول رئيس من تنظيم الأخوان المسلمين يرأس تونس ودولة في المغرب العربي وثاني رئيس من التنظيم بعد الرئيس المصري محمد مرسي يتولى رئاسة دولة عربية، معتبرين أن حركة النهضة الإسلامية في طريقها إلى الهيمنة التامة على مقاليد الحكم في البلاد من خلال رئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية معا.

وكان وليد البناني أحد نواب حركة النهضة في المجلس الوطني التأسيسي أعلن أن رئيس الدولة المقبل سيكون من حركة النهضة ، وهو ما فسّره الملاحظون على أنه توجيه لقواعد الحزب الحاكم بالاستعداد لمرحلة الحكم المطلق للبلاد، في حين ساءت العلاقة بين الإسلاميين وحليفهم في الائتلاف الحاكم منصف المرزوقي إلى درجة لم تعد خافية على أحد ، حيث بات من شبه المؤكد أن حركة النهضة حسمت أمرها في أن تكون في حل من كل تحالف مع حزب المؤتمر من أجل الجمهورية خلال الانتخابات المقبلة حيث أصبح المرزوقي في شبه عزلة سياسية بعد تفكك حزبه إلى تيارات مختلفة .

وبعد أن رفض عدد من نوابه في المجلس التأسيسي التصويت لفائدة اقتراحه بتعيين الشاذلي العياري محافظا للبنك المركزي التونسي عوضا عن المحافظ السابق مصطفى كمال النابلي ،وخلال الجلسة الاحتفالية بعيد الجمهورية يوم 25 يوليو الجاري وجّه المرزوقي انتقادات مبطنة لحركة النهضة عندما تحدث عن ديكتاتورية جديدة بصدد التشكل وقال إنها قد تدفع التونسيين إلى إعلان ثورة ثانية.

ترشح مفيد

بالمقابل ترى بعض الأطراف الفاعلة في الشأن السياسي التونسي أن ترشيح الغنوشي لرئاسة الجمهورية قد يكون مفيدا في إعلان المصالحة الوطنية وإخراج البلاد من حالة القلق العام التي تمر بها بسبب ثقافة الحقد و الكراهية والتشفي والانتقام التي سادت خلال الأشهر الأخيرة وأصبحت جزءا من الحياة اليومية للتونسيين ، خصوصا وأن الغنوشي يقود الجناح المعتدل في حركة النهضة في مواجهة شق الصقور الذي يقوده عدد من قياديي الحركة مثل الصادق شورو والحبيب اللوز.

 

تحالفات مرتقبة

 

من المنتظر أن تدخل حركة النهضة الانتخابات المقبلة في تحالف مع أحزاب إسلامية سلفية بعد أن تكون فكّت تحالفها مع حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذي يرى المراقبون أنه تسبب لها في كثير من الإزعاج السياسي خلال المرحلة الماضية ، كما أن تصدع حزب التكتل من أجل العمل والحريات وتراجع شعبية زعيمه مصطفى بن جعفر والذي يشغل رئيس المجلس الوطني التأسيسي سيجعلها تختار القطع مع تجربة التحالف معه والذي كان لأهداف تكتيكية ومرحلية تم تجاوزها ولم تعد حركة النهضة بحاجة إليها

Partager cet article
Repost0

commentaires